الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

الاعلام الإلكتروني :(بالإنجليزية: Electronic media) هو الإعلام الذي يتم عبر الطرق الالكترونية و على رأسها الإنترنت، يحظى هذا النوع من الإعلام بحصة متنامية في سوق الإعلام و ذلك نتيجة لسهولة الوصول إليه و سرعة إنتاجه و تطويره و تحديثه كما يتمتع بمساحة أكبر من الحرية الفكرية. تعد التسجيلات الصوتية و المرئية و الوسائط المتعددة الأقراص المدمجة و الإنترنت أهم أشكال الإعلام الاكتروني الحديث.

غدا واضحاً أن نشأة أي وسيلة إعلامية جديدة لا تلغي ما سبقها من وسائل ، فالمذياع لم يلغ الصحيفة والتلفاز لم يلغ المذياع، ولكن الملاحظ أن كل طرق الإعلام المستحدثة يخصم الكثير من جمهور الطرق القديمة ويغير أنماط الاستخدامه وفقاً لإمكانيات الوسيلة الجديدة .

فرض ظهور الإنترنت ومن بعد الإعلام الإلكتروني وسيفرض واقعاً مختلفاً تماماً ، إذ أنه لا يعد تطويراً فقط لوسائل الإعلام السابقة وإنما هو وسيلة احتوت كل ما سبقها من وسائل ، فأصبح هناك الصحافة الإلكترونية المكتوبة ، وكذلك الإعلام الإلكتروني المرئي والمسموع ، بل إن الدمج بين كل هذه الأنماط والتداخل بينها أفرز قوالب إعلامية متنوعة ومتعددة بما لا يمكن حصره أو التنبؤ بإمكانياته .





الخصائص التي تميز بها الاعلام الالكتروني :
أ – خاصية التنوع :
كان الصحفي يواجه مشكلة المساحة المخصّصة لانجاز مقالة إخبارية ما على مستوى الصحافة التقليدية "الورقية", وبما أن الصحافة تعيش على التوازن بين الفضاءات المخصّصة للتحرير, والمساحات الاخرى كالاشهار, كذلك كانت مهمة الصحفي تتمثل في إنجاز عمل صحفي يوفق بين المساحة المخصّصة للتحرير, وبين تلبية حاجيات الجمهور.

وهنا جاء دور "نسيج " الانترنت الذي يسمح بانشاء صحف متعدّدة الابعاد ذات حجم غير محدد نظريا, يمكن من خلالها إرضاء مستويات متعدّدة من الاهتمام, وطريقة النص الفائق " Hyper text " هي المحرك لهذا التنويع في الاعلام, والذي يمكن من إيجاد نسيج إعلامي حقيقي يستخدم أنماطا مختلفة من المقاربات, والمصادر والوسائل الاعلامية ترتبط فيما بينها جميعا بشبكة من المراجع [24].

ب – خاصية المرونة :
تبرز خاصية المرونة بشكل جيد بالنسبة للمتلقي "مستخدم الانترنت", إذ يمكن له إذا كان لديه الحد الأدنى من المعرفة بالانترنت, أن يتجاوز عددا من المشكلات الاجرائية التي تعترضه, ويلعب الحاسوب هنا دورا مزدوجا فهو من جهة الوعاء المادي الذي يؤمن الاتصال بالإنترنت والتعامل معها, بالاضافة إلى وظيفته الاساسية المتمثلة في معالجة المعلومات, وتخزينها بمختلف الاشكال والطرق. وكلما إزدادت قدرات الحاسوب, إزدادت مرونة التعامل مع الانترنت من الناحية التقنية
أما على المستوى الاعلامي, تبرز خاصية المرونة, من خلال قدرة المستخدم على الوصول - بسهولة – إلى عدد كبير من مصادر المعلومات والمواقع وهذا ما يتيح له فرصة إنتقاء المعلومات التي يراها جيدة وصادقة, والتمييز بينها وبين المواقع التي تقدم معطيات مزيفة, مع العلم أن القدرة على تزييف المعلومة قد إزدادت كثيرا مع ظهور الانترنت التي سهلت كثيرا من عمليات تركيب الصور, وتعديل الاصوات وغيرها





الفروق الهامة بين الاعلام الالكتروني وبين الاعلام التقليدي

1- المساحة الجغرافية : يمكن للموقع الاعلامي أن يصل - عن طريق الانترنت – إلى مختلف أنحاء العالم على عكس عدد كبير جدّا من وسائل الاعلام التقليدية التي تكون مقيدة – في أغلب الاحيان – بحدود جغرافية محددة. وحتى إذا تمكنت بعض وسائل الاعلام التقليدية من تجاوز "محليتها " فإنها لاتضمن نشر رسائلها الاعلامية إلا على عدد محدود من المتلقين في العالم, لذلك تسعى غالبية الوسائل الاعلامية إلى شق طريقها واستحداث نسخة الكترونية لها في الانترنت.

2- عامل الكلفة : يبرز هذا العامل خاصة على مستوى الصحافة المكتوبة, وبشكل أكبر عندما يتم تأسيس موقع إعلامي إلكتروني من حيث أنه يوفر على صاحب جريدة ما جزءا من تكاليف طبع وتوزيع النسخة الورقية للجريدة ويضمن له في الوقت نفسه عددا أكبر من القراء*, ولكن هناك إشكالية تعترضنا في هذا المجال, حيث يمكن لمدير الصحيفة من تغطية ميزانية الجريدة من خلال النسخة الورقية, ويمكن أن يغطي جزءا آخر من الميزانية من مردودية الاشهارات, وهذا ما يختلف عند الحديث عن تأسيس موقع إلكتروني للصحيفة من ناحية المردودية
وهنا نلاحظ عامل الكلفة بالنسبة للصحيفة, فالصحيفة الناجحة تحاول أن توافق بين إصدار أعداد ورقية، وفي نفس الوقت تحاول إنشاء موقع لها على شبكة الانترنت.

3- عنصر التفاعلية : إن أحد أهم الفروق التي تميز الصحيفة الالكترونية عن الصحيفة الورقية, بل وتميز الاعلام الجديد عن الاعلام التقليدي القديم, هي ميزة التفاعل, والذي يكون في بعض الاحيان مباشرا، ويتيح عنصر التفاعلية للزائر إمكانية التحاور المباشر مع مصممي الموقع و عرض آرائه بشكل مباشر من خلال الموقع, وكذلك المشاركة في منتديات الحوار بين المستخدمين, والمحادثة "Chating" حول مواضيع يتناولها الموقع, أو يطرحها زوار ومستخدمو الموقع وكذلك القوائم البريدية.•
كما يتيح عنصر التفاعلية إمكانية التحكم بالمعلومات, والحصول عليها, وإرسالها وتبادلها عبر البريد الالكتروني.
وأهم خاصية أتاحتها الانترنت في هذا المجال هي عملية التفصيل الشخصي للمعلومات "Personnalisée", وينتج عن هذه الخاصية إتاحة الامكانية لزائر الموقع لإختيار المواضيع, أو المقالات الإخبارية، أو خدمات يرغب المستخدم في الحصول عليها بشكل مسبق, وفي جميع الاحوال, لاينبغي الظهور هذا النوع الجديد من الاعلام بكل ما يمتلك من خصائص مهمة, أن يحجب عنا بعض الاشكاليات والمساوئ التي يحتمل أن ترافق الاعلام الالكتروني, حيث تطورت تقنيات التزييف بشكل كبير, وخاصة مع ظهور الاجيال الحديثة من الحواسيب المتطورة القادرة على تغييرشكل المعطيات وخاصة على مستوى الصور, كما أن ترويج هذا النوع من "الاخبار" الزائفة أصبح أكثر سهولة من خلال الانترنت.
والاعلام الحديث كغيره من أمور العصر, بات في مفترق طرق, فعلى الرغم من ثرائه التقني وأهميته السياسية والاقتصادية, والثقافية, مازال التنظير له تائها بين العلوم الانسانية ونظريات المعلومات والاتصالات, وعلى ما يبدو فإن الاعلام يحمل في جوفه تناقضا جوهريا, فيكمن تناقضه في حيرته بين رسالة الاعلام وهو الاعلان وبين مراعاة مصالح الحكام والحرص على مصلحة المحكومين, وما بين غايات التنمية الاجتماعية ومطامع القوى الاقتصادية التي تعطي الأولوية للاعلام الترفيهي لا التنموي وقد بدت مظاهر التناقض الجوهري أكثر وضوحا, في ضوء متغيرات عصر المعلومات.
وكما هي الحال على جبهتي اللغة والتربية, حيث بات الاعلام في أمس الحاجة إلى رؤية جديدة ومغايرة, فالمنظومة الاعلامية بصورتها الحالية تعد مثالا صارخا لإساءة إستخدام التكنولوجيا, ويكفي دليلا على ذلك, تلك الهوة الفاصلة بين غايات الاعلام وواقعه, وبين زيف أقنعته وحقيقة دوافعه
ونشير هنا أيضا إلى المنافسة بين المواقع الاعلامية الالكترونية قد تحسم الامور لصالح المواقع الاكثر تطورا من الناحية التقنية والاكبر حجما على مستوى المضمون, كما أن هذه المنافسة قد تساهم في التخفيف من طموح وسائل الاعلام المحلية التي ترغب في إحتلال مساحة ما على الانترنت خدمة لمصالح جمهورها والذي نجده – الجمهور- قد يتخلى عن وسائل الاعلام المألوفة له, لصالح وسائل أخرى لها القدرة على مدّه بالمعلومات التي يرغب فيها أكثر من تلك الوسائل المحلية, كما هو الشأن في أغلب دول العالم الثالث.
وفي كل الاحوال يمكن أن يجد إعلامنا مكانة داخل الانترنت, بالرغم من السيل المعلوماتي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق